تسجيل الدخول اطلب عرض تجريبي الآن
AR
اطلب عرضك الخاص الآن
AR

الذكاء العاطفي

الذكاء-العاطفي

يعد الذكاء العاطفي أحد المهارات الأساسية في تحقيق النجاح الشخصي والمهني، من خلال القدرة على التعرف على المشاعر وفهمها وإدارتها بفعالية، ما يحسّن بيئة العمل والعلاقات داخلها، ويسهم في تحقيق الأهداف بفاعلية وكفاءة، فما هو معنى الذكاء العاطفي؟ وما أهميته؟ وما هي أهم المهارات المرتبطة به؟

موضوعات الصفحة:

ما هو الذكاء العاطفي؟

الذكاء العاطفي Emotional intelligence هو القدرة على تحديد المشاعر وفهمها وإدارتها، سواء كانت للفرد نفسه أو للآخرين، واستخدامها بصورة بناءة في التفكير والسلوك لتحسين العلاقات الشخصية والمهنية وتحقيق الأهداف بفعالية أكبر. 

ويتميز أصحاب الذكاء العاطفي المرتفع بقدراتهم العالية على:

  • حل المشكلات والنزاعات بفاعلية.
  • اتخاذ القرارات السليمة بعقلانية.
  • العمل بهدوء تحت الضغط.
  • الاستماع والتفكير والاستجابة للنقد البنّاء.
  • التعاطف مع الآخرين، وفهم مشاعرهم، وتوقع ردود أفعالهم.
  • تحفيز أنفسهم والآخرين لرفع مستوى الأداء والإنتاجية.

ما أهمية الذكاء العاطفي في مكان العمل؟

يعد الذكاء العاطفي مهارة أساسية للنجاح في بيئة العمل، وتحقيق التقدم المهني عبر تحقيق التأثيرات التالية:

تطوير العلاقات الاجتماعية

يعمل الذكاء العاطفي على تعزيز قدرة الموظفين على التواصل والتفاعل مع الآخرين والاهتمام بمشاعرهم، وفهم احتياجاتهم لبناء علاقات اجتماعية قوية تحسن جو العمل، وتساعد على التركيز لتحقيق الأهداف المشتركة.

إدارة الصعوبات

تمكين الأفراد من مواجهة المشكلات والتعامل مع التحديات، وتحويلها إلى فرص للتعلم والنمو، عبر التحكم في المشاعر والتفكير بوضوح لإيجاد حلول فعالة تسمح بالتقدم والتطور، وتذليل العقبات.

تعزيز العمل الجماعي

يسمح الذكاء العاطفي بإدراك الإشارات غير اللفظية والمشاعر الشخصية للزملاء، وتطوير القدرة على فهم آرائهم وتقبل وجهات النظر المختلفة، ما يطور أساليب العمل الجماعي ويبني الثقة والاحترام المتبادل، ويعزز التعاون لتحقيق أهداف العمل المشتركة.

حل النزاعات بفاعلية

خلق بيئة عمل تواصلية وإيجابية تساهم في حل النزاعات بطرق بناءة تحترم مشاعر الجميع، وتؤدي إلى التحكم بالمشاعر السلبية مثل الغضب والضغط والتوتر، وتحويلها إلى حلول إيجابية تحسّن العلاقات بين الزملاء وتزيد من راحتهم.

زيادة الاحتفاظ بالموظفين

يعزز الذكاء العاطفي الرضا الوظيفي والتحفيز، ويساهم في خلق بيئة عمل صحية وداعمة تحسّن الصحة البدنية والعقلية للموظفين، ما يُقلل من معدل الدوران والاحتراق الوظيفي.

تسهيل اتخاذ القرارات

يعمل الذكاء العاطفي على التنبؤ بنتائج الخيارات المختلفة، ما يسهل اتخاذ القرارات العقلانية والموضوعية، إضافة لتعزيز كفاءة إنجاز المهام عبر فهم احتياجات الفرق وتحفيزها لتحقيق إنتاجية عالية.

تحسين تجربة العملاء

يمتاز الموظفون الأذكياء عاطفيًا بالقدرة على التكيف مع متطلبات السوق ورغبات العملاء، وتقديم اقتراحات لتحسين العمليات وبناء علاقات فعالة مع العملاء تعزز رضاهم وتلبي احتياجاتهم وتزيد ولائهم.

ما هي أهم مهارات الذكاء العاطفي؟

يتكون الذكاء العاطفي من خمسة مكونات رئيسية تساعد الأفراد في بيئات العمل المختلفة على مواجهة التحديات وتحقيق التقدم المهني، ومن أهم مهارات الذكاء العاطفي:

  • الوعي الذاتي: القدرة على تحديد المشاعر وفهم المحفزات العاطفية، وامتلاك وعي ذاتي لفهم كيفية إدراك الآخرين لك ولتصرفاتك، وتأثيرها على السلوك والأداء، عبر مراقبة العواطف ومعرفة نقاط القوة والضعف، وفهم ردود الأفعال المختلفة.
  • التنظيم الذاتي: إمكانية التحكم في العواطف وتعديلها لخلق تأثيرات إيجابية وبناءة، وإدارة المشاعر بصورة مناسبة تساعد على التكيف مع التغييرات والضغوط لخلق توازن بين الحياة والعمل، والتصرف باحترافية ومرونة في المواقف الصعبة، وتجنب الردود الانفعالية.
  • التحفيز الذاتي: الرغبة الداخلية في تحقيق الأهداف والتفوق دون الاعتماد على التحفيز الخارجي، عبر امتلاك دوافع ذاتية قوية، وشغف وحماس مستمرين لتحقيق الأهداف المهنية، دون السعي دائمًا إلى المكافآت المادية والمعنوية.
  • التعاطف: فهم مشاعر الآخرين واحتياجاتهم، والتفاعل معهم بطرق تعزز العلاقات الإيجابية، وتسمح بدعمهم وتقديم المساعدة لهم، ما يخلق بيئة عمل ودية تساعد على رفع الروح المعنوية وتحسّن الأداء.
  • المهارات الاجتماعية: بناء علاقات اجتماعية قوية، والتواصل مع الآخرين بفاعلية، لبناء فرق منسجمة ومتماسكة قادرة على القيادة وإدارة النزاعات بسرعة وكفاءة، وتشمل هذه المهارات الإصغاء الفعال، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، ونقل الأفكار بوضوح.

أهداف الذكاء العاطفي في العمل

تهدف تقنيات الذكاء العاطفي إلى تغيير تفكير وأسلوب تعامل الموظفين مع عواطفهم وردود أفعالهم، وكيفية تواصلهم مع الآخرين من زملاء وعملاء، ومن أهم مظاهر قوة الذكاء العاطفي:

  • استخدام النقد بصورة بناءة: تنعكس إستراتيجيات الذكاء العاطفي على قدرة الأشخاص على تلقي النقد وتحويله من تجربة صعبة تؤدي إلى مشاعر واستجابة سلبية إلى نتيجة إيجابية وتجربة تعليمية، وفرصة للتحسين الشخصي والعملي.
  • المرونة في الاستجابة للتغيير: يعزز الذكاء العاطفي من قدرة الموظفين على التكيف مع التغييرات في بيئة العمل، بفضل فهمهم العميق للمشاعر والاحتياجات، ما يقلل من المقاومة ويزيد من فرص نجاح المبادرات.
  • دعم زملاء العمل: يلعب الذكاء العاطفي دورًا مهمًا في وضع نفسك في مكان شخص آخر، وفهم مشاعره وردود أفعاله، ما يسمح لك بالتفاعل معه وبناء علاقات إيجابية قائمة على الدعم العاطفي والمعنوي في الأوقات الصعبة، والتعاون والعمل الجماعي.
  • التوازن بين الحياة الشخصية والعمل: يميل الموظفون ذوو الذكاء العاطفي إلى تحقيق توازن أفضل بين حياتهم الشخصية ومسؤولياتهم في العمل، إضافة إلى أهمية التفكير الإيجابي وإدارة المشاعر السلبية في تحديد الأولويات وإدارة الوقت.
  • تحسين عمليات التوظيف: يستخدم موظفو الموارد البشرية الذكاء العاطفي في البحث عن مصادر التوظيف لتقييم مهارات المرشحين في التعامل مع الضغوط، والتواصل الفعّال، والتكيف مع زملاء العمل المحتملين، والتأقلم مع ثقافة المنظمة وتحقيق النجاح في الوظيفة المطلوبة.
  • تطوير عمليات الترقية والتقييم: يسهم الذكاء العاطفي في تعزيز فرص الموظفين للترقية وتحسين عمليات التقييم، إذ يستخدم لتقييم القدرة على العمل الجماعي والقيادة والتواصل الفعال.
  • تعزيز الابتكار والإبداع: التفكير بشكل إبداعي والبحث عن حلول جديدة للتحديات المختلفة، بفضل تحفيز الذات والآخرين على الابتكار والتطوير المستمر، والقدرة على اتخاذ القرارات بثقة، والتعامل مع المواقف الصعبة بطريقة بناءة.

كيف يمكن توظيف الذكاء العاطفي لتحسين التعاملات مع بيئة العمل؟

يمكن توظيف الذكاء العاطفي في تحسين التعاملات داخل بيئة العمل باتباع عدد من الخطوات والإستراتيجيات، مثل:

  • رفع مستوى الوعي الذاتي: تحديد وفهم المشاعر وتأثيرها على العمل والزملاء، سواء كانت مشاعر سلبية أو إيجابية، ويمكن تحقيق ذلك بتسمية المشاعر بوضوح ومتابعة تأثيرها على السلوك.
  • الحصول على ردود فعل: طلب آراء الآخرين، مثل المديرين والزملاء والأصدقاء والعائلة، لمعرفة كيفية تأثير المشاعر على التصرفات، مع التأكيد على تقبل النقد بصدر رحب، وفهم النقاط التي تحتاج إلى تحسين.
  • الاستجابة بدلًا من التفاعل: التحكم في ردود الفعل العاطفية بدلًا من الانفعال، عبر أخذ الوقت الكافي لفهم المشاعر، ثم تكوين استجابة هادئة ومنطقية تساهم في حل المشكلة بدلًا من تفاقمها.
  • ممارسة الاستماع النشط: الاستماع بتركيز لما يقوله الآخرون، مع الانتباه للإشارات غير اللفظية، وإظهار الاحترام للمتحدث بفهم وجهة نظره جيدًا قبل مناقشته.
  • التدريب المستمر: تطوير الذكاء العاطفي عبر الممارسة المستمرة، وتحسين المهارات الذاتية يوميًا، والاستفادة من التدريب المنظم والدورات المتخصصة لتحديد نقاط الضعف، والعمل على تعزيز المهارات وتغيير الاستجابة الأولية.
  • التعامل مع العواطف الصعبة: التعرف على جذور المشاعر وتقبلها، والتخطيط لتحسين المهارات ببطء، وتحويل التحديات إلى فرص للنمو والتطوير، مع التركيز على استخدام تقنيات التنظيم الذاتي مثل التنفس العميق، والابتعاد المؤقت، والبحث عن الدعم.
  • تطوير المهارات الاجتماعية: التواصل الفعال والواضح والمباشر، وتعلم طرق استخدام لغة الجسد الإيجابية، وبناء علاقات عمل قائمة على الثقة والاحترام، والتوازن بين العاطفة والعقل عند اتخاذ القرارات المهمة.

طرق قياس الذكاء العاطفي

يتطلب قياس الذكاء العاطفي في بيئة العمل استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات والأساليب لتحقيق تقييم شامل وموضوعي، ومن أبرز هذه الأدوات:

التقييم الذاتي

التقييم الذاتي مثل استبيانات تقييم الذات التي يجيب فيها الأفراد على أسئلة تتعلق بمدى إدراكهم لذاتهم، ووعيهم الاجتماعي، وإدارتهم لعلاقاتهم، وتمكّن هذه الاستبيانات من تحديد نقاط القوة والضعف، وتتيح للأفراد فرصة التفكير في سلوكياتهم ومشاعرهم وتحديد المجالات التي يمكن تحسينها.

مقاييس القدرات

مقاييس القدرات مجموعة من المهام التي تقدم محاكاة واقعية تتجاوز التقييم الذاتي، وتقدم فرصة لتقدير المهارات الفعلية، وتقدم هذه الاختبارات بيانات موضوعية حول قدرات الفرد، وتقييمًا دقيقًا ومستقلًا عن قدراته.

التغذية الراجعة 360 درجة

التغذية الراجعة 360 درجة أسلوب يجمع بين التقييم الذاتي وردود الفعل من الزملاء والمشرفين، والمرؤوسين المباشرين، للحصول على صورة شاملة عن أسلوب الفرد في التواصل، وحل النزاعات، وإدارة العواطف في المواقف الصعبة.

المراقبة السلوكية

مراقبة السلوك الفعلي للموظفين في مواقف العمل اليومية، إذ يقوم المراقبون المدربون بتقييم تفاعل الفرد مع ضغوط العمل اليومية والتحديات التي تواجهه، وكيفية تصرفه على أرض الواقع ومع محيطه.

ويعتمد اختيار الأداة أو مجموعة الأدوات المناسبة على احتياجات المنظمة، والميزانية المتاحة، ومستوى العمق المطلوب في التقييم، ويمكن أن يستعين فريق الموارد البشرية بالاستشاريين الخارجيين لتحديد الطريقة الأكثر ملاءمة، أو تنفيذها باستخدام البرمجيات المتخصصة في تقييم الأداء مثل برنامج جسر لإدارة الأداء الذي يقدم لك إمكانية تحديد دورة أهداف سنوية أو نصف سنوية أو شهرية، وتوزيع المهام والأهداف التي يتم التقييم بناء عليها، للاستفادة من النتائج وتطوير خطط تدريبية مناسبة تعزز ثقافة العمل التي تركز على النمو العاطفي والاجتماعي.

سلبيات عدم استخدام أساليب الذكاء العاطفي في بيئة العمل

يؤدي عدم استخدام إستراتيجيات الذكاء العاطفي في بيئة العمل إلى العديد من السلبيات التي تؤثر على الأداء الفردي والجماعي، وثقافة المنظمة وبيئة العمل، ومنها:

  • المشاعر السلبية: مثل الإرهاق، والخوف، والغضب، والشعور بالذنب، والإحباط الوظيفي، ما يعني تدهور الحالة النفسية للموظفين، وانخفاض الدافع والإنتاجية، وعدم التركيز واتخاذ القرارات الصائبة.
  • المشكلات السلوكية: مثل نوبات الغضب المفاجئة، والسلوك العدواني، ما يؤدي إلى تزايد النزاعات والصراعات، ويؤثر على بيئة العمل ويعوق التعاون الجماعي.
  • سوء التواصل: بسبب عدم القدرة على فهم الآخرين، والتعبير عن الذات بوضوح، ما يفاقم مشكلات سوء الفهم، ويزيد التوتر، ويضعف التعاون.
  • انخفاض النشاط الاستباقي: عدم القدرة أو الرغبة في التفاعل مع المشكلات والتحديات قبل حدوثها، ما يؤدي إلى ضعف في التخطيط والتواصل الفعال داخل بيئة العمل.
  • الخسائر المالية: تكبد الخسائر هو نتيجة حتمية لسلبيات ضعف الذكاء العاطفي، سواء من تسرب الموظفين وتكاليف إعادة التوظيف والتدريب، أو خسارة الإيرادات بسبب قلة رضا العملاء وتضرر سمعة الشركة.

لتحميل الكتاب الإلكتروني

أو احصل على نسخة مجانية وشاملة لمصطلحات الموارد البشرية الشائعة بين المتخصصين، حمّل الكتاب الآن

قاموس-مصطلحات-الموارد-البشرية