الدوام الجزئي
يوفر الدوام الجزئي مرونة وفرصًا للأفراد لتحقيق توازن بين العمل والحياة، إلا أنه يأتي مع تحديات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في كيفية التعامل معها لتحقيق أقصى فائدة للمنشآت والموظفين، فما هو الدوام الجزئي؟ وما هي شروطه في نظام العمل السعودي؟ وما الفرق بينه وبين الدوام الكامل؟
موضوعات الصفحة:
- التعريف بمصطلح الدوام الجزئي
- أسئلة شائعة حول المصطلح
- حمل كتاب مصطلحات الموارد البشرية
ما هو الدوام الجزئي؟
الدوام الجزئي هو نوع من أنواع العمل الذي يقوم فيه الموظف بأداء مهام وظيفية وفق جدول عمل أقل من ساعات الجدول الزمني للدوام الكامل سواء كان الموظف يؤدي ساعات العمل يوميًا أو خلال بعض أيام الأسبوع، وغالبًا ما يستخدم لوصف الوظائف التي لا تتطلب التفرغ الكامل، أو التي تقدم مرونة في عدد ساعات العمل، شرط ألّا تصل إلى أكثر من نصف عدد ساعات العمل المعتادة في المنشأة.
وتعرف المادة الثانية من نظام العمل السعودي معنى العمل الجزئي تحت مسمى العمل لبعض الوقت بالتعريف التالي: "العمل لبعض الوقت هو العمل الذي يؤديه عامل غير متفرغ لدى صاحب عمل ولساعات عمل تقل عن نصف ساعات العمل اليومية المعتادة لدى المنشأة، سواءً كان هذا العامل يؤدي ساعات عمله يوميًا أو بعض أيام الأسبوع".
بينما يعرف الدليل الإجرائي لتنظيم ساعات العمل المرن بأنه العمل الذي يؤديه عامل غير تابع لدى صاحب عمل واحد أو أكثر، على أساس الساعة في احتساب الأجر، بشرط أن تقل ساعات العمل للعامل لدى صاحب العمل الواحد عن نصف ساعات العمل لدى المنشأة.
ما هي أهمية وجود نظام عمل بدوام جزئي؟
وجود نظام عمل بدوام جزئي يحمل أهمية كبيرة للعاملين والشركات، كونه يلبي العديد من الاحتياجات، مثل:
توفير مرونة أكبر للأفراد
إذ يتيح للعديد من الأفراد غير المتفرغين للعمل الكامل إمكانية تحديد ساعات عملهم بما يتناسب مع التزاماتهم الأخرى، مثل الطلاب للعمل خلال أوقات الفراغ أو العطل دون التأثير على دراستهم، أو الأمهات لتحقيق توازن بين العمل والواجبات الأسرية، أو الأفراد الذين يفضلون العمل بدوام جزئي لمتابعة أنشطة أو اهتمامات أخرى مثل التعلم.
تحسين التوازن بين الحياة المهنية والشخصية
إذ يساعد الدوام الجزئي على تخفيف الضغط الذي يمكن أن ينشأ من العمل بدوام كامل، ويسمح للموظفين بقضاء المزيد من الوقت مع عائلاتهم، أو متابعة أنشطة ترفيهية أو تعليمية، أو حتى الاسترخاء.
تشجيع التنوع في سوق العمل
يشجع الدوام الجزئي على مشاركة أوسع في سوق العمل، إذ يمكّن الأفراد على اختلاف خبراتهم وخلفياتهم من المشاركة في العمل بما يناسب أوقاتهم وخبراتهم، أو يحقق لهم إمكانية اكتساب خبرات جديدة والتعرف على سوق العمل ومتطلباته، كما يتيح للشركات جذب مواهب متنوعة، بما في ذلك الأشخاص ذوي المهارات الفريدة أو الذين لديهم خبرة عملية ولكن لا يرغبون في العمل بدوام كامل.
تلبية احتياجات المنشآت الموسمية والطارئة
تحتاج العديد من المنشآت خاصة في قطاعات التجزئة والخدمات، إلى موظفين إضافيين خلال الفترات الموسمية أو الأوقات التي يزداد فيها الطلب، فيسمح نظام العمل بدوام جزئي لهذه الشركات بتوظيف عدد إضافي من الموظفين لتغطية هذه الفترات، ويعزز القدرة على التكيف مع الاحتياجات المتغيرة للسوق.
توفير التكاليف
توظيف موظفين بدوام جزئي يقلل من نفقات الرواتب والمزايا الإضافية مقارنة بتوظيف موظفين بدوام كامل، ما يتيح للشركات الاستمرار في أعمالها ورفع كفاءة خدماتها دون تكبد نفقات توظيف ورواتب عالية تفوق قدرتها وحجم عملها.
تحسين الإنتاجية ورضا الموظفين
يمكن للعاملين بدوام جزئي أن يكونوا أكثر تركيزًا ما يعزز من الإنتاجية، ويقلل من الاحتراق الوظيفي، كما أن الموظفين الذين يتمتعون بمرونة في جداول عملهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر رضا عن وظائفهم، ما يؤدي إلى زيادة في الولاء للشركة وتحسن في الأداء العام.
التقليل من البطالة
يتيح نظام العمل بدوام جزئي للأفراد الذين لا يستطيعون العثور على وظائف بدوام كامل الحصول على وظائف بساعات عمل أقل تحقق دخلًا لهم، إضافةً إلى ذلك، يمكن للأفراد الذين يعملون بدوام جزئي الاستفادة من هذا العمل لاكتساب خبرة مهنية وزيادة فرصهم في الحصول على وظائف بدوام كامل في المستقبل.
ما هي شروط نظام العمل الجزئي في السعودية؟
يهدف عقد عمل الدوام الجزئي في السعودية إلى توفير عدد من ساعات العمل لغير المتفرغين، ورفع إنتاجية العمل داخل المؤسسات، وتلبية احتياجاتها من العمالة للوظائف التي لا تحتاج إلى دوام كامل، ويجب توفر عدد من الشروط في نظام العمل الجزئي مكتب العمل في السعودية، ومن أبرز هذه الشروط:
- عدد ساعات العمل: يجب أن تكون ساعات العمل الجزئي أقل من نصف ساعات العمل الكلي، أو ساعات العمل المعتادة في المنشأة للوظيفة المتعاقد عليها، وفي نموذج عقد العمل الجزئي المقدم ضمن وثيقة أطر العمل التنظيمية للائحة التنفيذية للموارد البشرية، حددت الساعات وفق أحد خيارين 20% أو 40% من ساعات العمل الرسمي، مع الإشارة إلى أن المادة واضحة في النظام بأن تكون الساعات أقل من نصف الساعات المعتمدة للعمل، أي أقل من 4 ساعات يوميًا.
- توظيف العمالة السعودية فقط: لا يحق للعمالة الأجنبية الاستفادة من نظام الدوام الجزئي الخاص بساعات العمل المرنة في السعودية، فالنظام مخصص فقط للعمالة الوطنية لتعزيز فرص العمل للسعوديين.
- المرونة في ساعات العمل: يمكن للعامل وصاحب العمل الاتفاق على ساعات العمل ضمن عقد العمل، مع إمكانية تعديل عدد الساعات لاحقًا بالاتفاق بين الطرفين، ويتم تحديد أجر الساعة مسبقًا في العقد، ويُدفع على أساس شهري أو أسبوعي وفق الاتفاق.
- الحد الأقصى لساعات العمل: في العمل المرن يكون عدد الساعات الأقصى هو مائة وستين ساعة شهريًا، على أن تُعد الساعات التي تزيد عن خمسة وتسعين ساعة شهريًا ساعات عمل إضافية يجوز باتفاق الطرفين أن يكون أجرها يساوي أجر الساعة الأساسي المتفق عليه في العقد، وفي العمل لبعض الوقت نصف عدد الساعات المعتادة.
- فترة التجربة: لا يخضع العامل بدوام جزئي لفترة تجربة كما هو الحال في العقود بدوام كامل.
- التأمين الطبي والإجازات: يحق للعامل بدوام جزئي الحصول على تأمين طبي، والإجازات وفق المتفق عليه في العقد والمنصوص عليه في نظام العمل لتنظيم أوقات الراحة، ولكن لا يستحق مكافأة نهاية الخدمة، كما أن التسجيل في التأمينات الاجتماعية إلزامي في عقد العمل لبعض الوقت، ويخضع عقد العمل المرن لفرع المعاشات دون أن يستحق العامل إجازات مأجوة لكون الأجر وفق لعدد ساعات العمل.
- التعويض عند الفصل: إذا تم فصل العامل بدون سبب مشروع، يحق له المطالبة بالتعويض وفق الشروط المتفق عليها في العقد، أو وفق المنصوص عليه في نظام العمل.
- التحرير والتجديد: عقد العمل الجزئي لبعض الوقت يجب أن يكون مكتوبًا ومحررًا بصورة واضحة تحدد مدته وعدد ساعات العمل وأيامه، ويمكن بالاتفاق بين الطرفين تجديده لمدة مماثلة أو أي مدة أخرى، وفي ساعات العمل المرنة يجب أن يكون العقد إلكترونيًا وموثقًا وألّا تتجاوز مدته لدى صاحب عمل واحد سنة، سواء كانت متصلة أو متفرقة، وعند تجاوز هذه المدة يجوز بالاتفاق تمديد العقد أو تجديده أو إبرام عقد عمل جديد يخضع لجميع أحكام نظام العمل.
ما الفرق بين الدوام الجزئي والكامل؟
يتطلب الدوام الكامل من الموظف العمل لساعات منتظمة تمتد عادةً إلى 40 ساعة أسبوعيًا، وغالبًا ما يكون ذلك موزعًا على خمسة أيام بواقع ثماني ساعات يوميًا، ويحصل الموظف بموجبه على راتب كامل ويستفيد من كافة التعويضات والامتيازات، ومن مكافأة نهاية الخدمة وغيرها.
ويعد الدوام الكامل الخيار الأمثل للأفراد الذين يسعون لتحقيق تطور مهني مستمر، حيث يوفر فرصًا أكبر للتدريب والترقي في السلم الوظيفي، ويدعم النمو الشخصي والمهني على المدى الطويل.
ومن أبرز المزايا التي يقدمها الدوام الكامل:
- الاستقرار المالي: يوفر دخلاً ثابتًا ومنتظمًا يساعد الأفراد على التخطيط المالي طويل الأجل.
- المزايا الوظيفية: مثل الإجازات المدفوعة ومكافأة نهاية الخدمة.
- فرص التطور المهني: يتيح المجال للترقية والتقدم الوظيفي بصورة أفضل مقارنةً بالدوام الجزئي.
- بناء علاقات مهنية: العمل بدوام كامل يعزز بناء علاقات قوية مع الزملاء والإدارة.
ومن أبرز الفروق بين الدوام الجزئي والدوام الكامل:
- ساعات العمل في الدوام الكامل أعلى وتتجاوز ضعف ساعات العمل الجزئي، أكثر من 40 ساعة أسبوعيًا.
- يوفر الدوام الجزئي مرونة أكبر مقارنة بالدوام الكامل فيمكن العامل من مراعاة التزامات أخرى لديه.
- يقدم العمل الكامل مزايا وظيفية شاملة واستقرار مالي أعلى.
- يقدم العمل الكامل فرص تطور مهنى أوسع، إضافة لتأثيره الأوسع على السيرة المهنية والذاتية للفرد.
كم عدد ساعات الدوام الجزئي؟ وما هي العوامل التي تؤثر في تحديدها؟
يتفاوت عدد ساعات العمل في نظام الدوام الجزئي وفق القوانين واحتياجات العمل، ويشترط القانون السعودي أن يكون عدد ساعات العمل الجزئي أقل من نصف عدد ساعات العمل في المنشأة، وغالبًا ما تكون أقل من 4 ساعات يوميًا، ويتم حساب الأجر في وظائف الدوام الجزئي بناءً على عدد الساعات التي يعمل فيها الموظف وبالتالي، كلما زادت عدد ساعات العمل، زاد الدخل.
ويتأثر عدد ساعات الدوام الجزئي ومواعيدها بعدة عوامل، مثل:
- طبيعة العمل: تختلف ساعات العمل في الدوام الجزئي حسب نوع الوظيفة، على سبيل المثال، وظائف التجزئة قد تحتاج إلى موظفين للعمل في فترات معينة خلال اليوم، بينما يمكن أن تكون ساعات العمل في وظائف الكتابة أو التدريس أكثر مرونة.
- احتياجات العامل: قد يختار البعض العمل لساعات أقل لتخصيص الوقت للدراسة أو المسؤوليات الأسرية.
- احتياجات الشركة: في بعض الحالات، قد تحتاج الشركات إلى موظفين للعمل خلال فترات محددة من اليوم أو الأسبوع، مما يؤثر على عدد ساعات العمل المخصصة.
ما هي التحديات التي قد تواجه نظام الدوام الجزئي؟
رغم الفوائد العديدة التي يوفرها نظام الدوام الجزئي للأفراد والشركات، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد يواجهها العاملون وأصحاب الأعمال، مثل:
قلة المزايا الوظيفية
غالبًا ما يحرم العاملون بدوام جزئي من العديد من المزايا التي يتمتع بها العاملون بدوام كامل، وهو ما يجعل الوظائف الجزئية أقل جاذبية على المدى الطويل للأفراد الباحثين عن استقرار مالي ومهني.
التحديات المالية
نظرًا لأن الأجور مرتبطة بعدد ساعات العمل، فقد يواجه الموظفون بدوام جزئي صعوبة في تحقيق استقرار مالي مقارنةً بالعاملين بدوام كامل، ويلجأ بعض العاملين بدوام جزئي للعمل في أكثر من وظيفة لتعويض الفجوة في الدخل، ما قد يزيد من الضغط عليهم.
قلة فرص التطور المهني
برغم بعض الفرص المحدودة للترقي في الدوام الجزئي، فإن العاملين وفق نظام الساعات أو العمل لبعض الوقت غالبًا ما يواجهون صعوبات في الترقيات أو الوصول إلى فرص التدريب والتطوير المهني.
التحديات في تنظيم الوقت
رغم أن الدوام الجزئي يوفر مرونة، إلا أن بعض العاملين قد يواجهون صعوبة في تنظيم وقتهم أو تحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية، خاصة إذا كانوا يعملون في أكثر من وظيفة، هذا قد يؤدي إلى شعور بالإرهاق وصعوبة في إدارة وقتهم بفعالية.